الساد (أو إعتام عدسة العين) هو مرض عيني شائع يُصاب به العديد من الأشخاص سنويًا. تُعد جراحة الساد الطريقة الوحيدة لعلاج هذه الحالة. يسبب هذا الاضطراب البصري مشاكل في الرؤية للمصابين. سيناقش هذا المقال تفاصيل حول مرض الساد وطرق علاجه، ويتضمن المواضيع التالية:
- ما هو الساد؟
- طرق علاج الساد
- أنواع جراحات إعتام عدسة العين
- التحضيرات قبل الجراحة
- التوقيت الأمثل للجراحة
ما هو الساد؟
الساد (أو إعتام عدسة العين) هو حالة تُصيب عدسة العين فتفقد شفافيتها وتصبح مُعتمة. توجد العدسة البشرية (وهي بنية شفافة) خلف بؤبؤ العين، وتعمل على تركيز أشعة الضوء على الشبكية. تمنحنا العدسة رؤية واضحة ودقيقة للمحيط. عند إعتامها، تضعف الرؤية تدريجيًا، حيث يعاني المريض من ضبابية البصر في المراحل المبكرة، وقد يفقد البصر كليًا مع تقدم المرض.
مع ذلك، يمكن علاج هذه الحالة عبر جراحة الساد، والتي تعيد للعين وضوح الرؤية بعد إجرائها.

أسباب الإصابة بالساد
تتعدد العوامل المسببة للساد، لكنه غالبًا ما يظهر لدى الأشخاص فوق 40 عامًا. تشمل الأسباب:
- عوامل وراثية أو جينية
- إصابات أو صدمات العين
- أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري
- حالات خلقية (تتطلب تدخلًا جراحيًا فوريًا لتفادي تفاقمها)
من الضروري عدم تأخير العلاج، إذ يجب إجراء الجراحة في التوقيت المناسب لضمان أفضل النتائج.
أنواع جراحات الساد
لا يوجد علاج دوائي للساد؛ فالجراحة هي الحل الوحيد. من الطرق القديمة (شبه المنقرضة الآن) “استخراج الساد خارج المحفظة”، والتي كانت تتطلب شقًا كبيرًا في القرنية. أما اليوم، فالتقنيات الحديثة تتيح إجراءات طفيفة التوغل دون حاجة للتنويم في معظم الحالات.
1. جراحة الساد باستخدام الفاكو (Phacoemulsification)
تُستخدم للحالات المبكرة إلى المتوسطة. يتم فيها شق صغير (حوالي 3 مم) عند اتصال القرنية بالصلبة، ثم تُفتت العدسة المعتمة بالموجات فوق الصوتية وتُزال. بعد ذلك، تُزرع عدسة صناعية قابلة للطي داخل العين، والتي تنفرج تلقائيًا.
تُجرى الجراحة تحت تخدير موضعي وتستغرق 30 دقيقة تقريبًا. يلتئم الشق دون حاجة لخيوط، وقد يُستخدم الليزر (الفيمتوثانية) لشق دقيق في بعض الحالات.

2. جراحة الساد خارج المحفظة
تُجرى للحالات المتقدمة حيث تصبح العدسة قاسية. يتطلب هذا النوع شقًا أكبر (6–10 مم) مع استخدام خيوط جراحية، ويكون التعافي أبطأ مقارنةً بطريقة الفاكو.
التوقيت الأمثل للجراحة
يعتمد التوقيت على سبب الساد، وشدته، وعمر المريض، وتأثيره على الحياة اليومية. يُنصح بالجراحة عندما يعيق ضعف البصر الأنشطة اليومية. أما بالنسبة للساد الخلقي عند الرضع، فيجب إجراء الجراحة فورًا.

تحضيرات ما قبل الجراحة
- قياس انحناء القرنية (بالسيرمتر) لاختيار العدسة المناسبة.
- إطلاع الجراح على التاريخ الطبي الكامل وحساسية الأدوية.
- إجراء الفحوصات المطلوبة (مثل تحاليل الدم).
- إبلاغ الجراح بإجراء عمليات تصحيح البصر (مثل الليزك).
- تجنب المكياج قبل 48 ساعة من الجراحة.
- الصيام 4–6 ساعات قبل العملية.
- الراحة والهدوء النفسي.
العناية بعد الجراحة
- استخدام القطرات/المراهم الطبية حسب إرشادات الطبيب.
- ارتداء واقي العين (خاصة أثناء النوم).
- تجنب رفع الأثقال، الانحناء، أو فرك العين.
- حماية العين من الصدمات.
- تجنب الاستحمام لبضعة أيام.
- الالتزام بالزيارات المتابعة.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي والراحة.
- ارتداء نظارات شمسية واقية من الأشعة فوق البنفسجية.
- استشارة الطبيب قبل استئناف أنشطة مثل القيادة أو الرياضة.
الختام
الساد مرض شائع لكنه قابل للعلاج. تعد جراحته إجراءً بسيطًا ذا مخاطر منخفضة وتعافي سريع. يستعيد معظم المرضى وضوح الرؤية بعد الجراحة، خاصة مع التدخل في الوقت المناسب.
بدون نظر