تعتبر العين البشرية من أكثر أعضاء الجسم حساسية، وهي معرضة للعديد من المخاطر والإصابات. وفي بعض الأحيان، تكون هذه الإصابات بالغة الخطورة لدرجة تؤثر بعمق على رؤية الشخص، مسببةً ضعف البصر أو حتى العمى. تجري اليوم دراسات عديدة حول أنظمة الرؤية الاصطناعية للمكفوفين وضعاف البصر. المواضيع التي سنتناولها في هذا المقال هي:
- استعراض المخاطر التي تهدد العين البشرية
- طرق حديثة لاستعادة البصر

ما المخاطر التي تواجهها العين البشرية؟
تتعرض العين البشرية للعديد من المخاطر لأنها غالباً ما تفتقر إلى حماية خاصة. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب صدمة شديدة أو حادث في إلحاق الضرر بالعين، مما يؤثر بشكل كبير على رؤية الشخص. في بعض الحالات، قد يفقد الشخص بصره تماماً بسبب حادث أو حتى يحتاج إلى استئصال العين (إزالتها) واستخدام عين اصطناعية (طَرف صناعي للعين).
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن يؤثر ظهور أمراض مختلفة أيضاً سلباً على رؤية الشخص. يمكن أن تكون هذه الأمراض خفيفة أو شديدة. تعتبر بعض أمراض العين، مثل عيوب الانكسار وقصو البصر الشيخوخي، من الحالات الخفيفة ويمكن علاجها باستخدام طرق تقليدية مثل النظارات الطبية أو الجراحة أو العلاج الدوائي، إلخ. ومع ذلك، فإن أمراضاً مثل سرطان العين و المياه الزرقاء (الزَرَق – الجلوكوما)، إلخ، خطيرة للغاية ويمكن أن تسبب أضراراً شديدة للعين وحتى العمى. هناك أيضاً حالات يحتاج فيها المريض إلى استئصال العين واستخدام عين اصطناعية.
بما أن المسار الأساسي لفهم الشخص لمحيطه هو من خلال حاسة البصر، فإن استعادة البصر للمكفوفين وضعاف البصر تعتبر ذات أهمية قصوى. تكمن أهمية هذه القضية في أن العديد من الدراسات تجري اليوم حول أنظمة الرؤية الاصطناعية للمكفوفين وضعاف البصر. سيتم مناقشة بعض هذه الأنظمة أدناه.
أنظمة العين الاصطناعية المختلفة للمكفوفين وضعاف البصر
تجري حالياً دراسات عديدة في هذا المجال، حيث يبحث العديد من الأفراد والمجموعات في أنظمة الرؤية الاصطناعية للمكفوفين وضعاف البصر. تتضمن بعض هذه الأنظمة ما يلي:
الغرسات الشبكية (Retinal Implants):
الهدف من تصميم وبناء الغرسات الشبكية هو استعادة البصر للأشخاص المصابين بأمراض مثل التهاب الشبكية الصباغي. من خلال تركيب هذه الغرسة على الشبكية وتحفيز الخلايا المتبقية، يتم إرسال إشارات إلى الدماغ لتحليل الرسائل البصرية المستلمة.
أنظمة الرؤية الاصطناعية (Artificial Vision Systems):
تُعرف هذه الطريقة كنظام آخر للرؤية الاصطناعية للمكفوفين وضعاف البصر. تعمل مجموعات مختلفة حالياً على تطويرها. تستخدم هذه الطريقة كاميرات متخصصة وخوارزميات لمعالجة الصور. ثم بعد تفسير هذه المعلومات البصرية من خلال معدات معينة، يتم نقل هذه البيانات إلى المستخدم على هيئة أمور مثل التغذية الراجعة اللمسية أو الإشارات الصوتية.
واجهات الدماغ والحاسوب (Brain-Computer Interfaces (BCIs)):
الهدف من هذه الطريقة هو إنشاء اتصال مباشر بين الدماغ وجهاز خارجي. في الأساس، يحاول العلماء تسهيل هذا الاتصال باستخدام جهاز قادر على ترجمة المعلومات البصرية ونقلها كإشارات إلى الدماغ.
أجهزة استبدال الحواس (Sensory Substitution Devices (SSDs)):
تتلقى هذه الأجهزة المعلومات المتعلقة بحاسة واحدة وتنقلها إلى حاسة أخرى. بالنسبة للأفراد المكفوفين، تعمل هذه الأجهزة عن طريق استقبال البيانات المتعلقة بالرؤية وتحويلها إلى إشارات سمعية ولمسية.
النظارات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء (Smart Glasses and Wearable Devices):
تساعد هذه الأجهزة المكفوفين في التعرف على الأشياء، واكتشاف الوجوه، والإرشاد خلال المسارات، إلخ، وتخفف جزئياً من مشكلة العمى لديهم.

العيون البيونيكية (Bionic Eyes):
العين البيونيكية هي نظام آخر للعين الاصطناعية للمكفوفين وضعاف البصر، ويجري حالياً بحث مكثف حولها. هذه العيون هي في الأساس أنواع متقدمة من الأطراف الصناعية للعين تهدف إلى استعادة البصر بشكل مشابه لعين الشخص السليم. تستخدم هذه التكنولوجيا عادةً مكونات مزروعة في الرأس وأجزاء خارجية مثل نظارات خاصة لإرسال البيانات البصرية إلى الدماغ لتفسيرها.
طرق أخرى (Other Methods):
بالإضافة إلى الطرق المذكورة أعلاه، يدرس العلماء أيضاً طرقاً أخرى، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، والنواقل العصبية الاصطناعية (النيوروبروستاتيك)، إلخ.
الخاتمة
بما أن حاسة البصر هي الحاسة الأهم لأي فرد، فإن استعادتها للمكفوفين وضعاف البصر تعتبر ذات أهمية كبيرة. لذلك، تجري دراسات عديدة حول أنظمة العين الاصطناعية للمكفوفين وضعاف البصر. تهدف كل من هذه الطرق إلى استعادة الإدراك البصري للأفراد بطريقة ما. ومع ذلك، يجب القول إن الطريق لا يزال طويلاً أمام استعادة واسترداد بصر الأشخاص بشكل كامل.
بدون نظر