الزَّرَق (أو الجلوكوما)، المعروف أيضًا باسم “المياه السوداء”، هو حالة مرضية في العين تتطور تدريجيًّا وتُضعف البصر. يشرح هذا المقال كيفية نشوء الزَّرَق، وأنواعه المختلفة، وطرق العلاج المتاحة. ولمعرفة المزيد عن أمراض العين الأخرى، يمكنك قراءة مقال “أمراض العين وطرق علاجها“.
ما هو الزَّرَق (المياه السوداء)؟
الزَّرَق (أو المياه السوداء) هو أحد أمراض العين التي تصيب الأعصاب البصرية عادةً، وتظهر غالبًا في منتصف العمر. يتطور هذا المرض تدريجيًّا ويؤدي على المدى الطويل إلى فقدان البصر. في المراحل المبكرة، قد لا يلاحظ الشخص الإصابة، لكن مع الوقت يزداد ضبابية الرؤية وقد تؤدي الحالات المتقدمة إلى العمى الكامل.

ولهذا السبب، يوصي الأخصائيون بشدة أن يخضع الأشخاص فوق 52 عامًا لفحوصات دورية مرة واحدة سنويًّا على الأقل. الكشف المبكر يمكّن من السيطرة على المرض وإبطاء تقدمه. وإذا شُخّص مبكرًا، يمكن علاجه تمامًا. مصطلح “الجلوكوما” (Glaucoma) مشتق من اللغة اليونانية ويعني “السطوع المتلألئ”، لكن بسبب تسببه في ضبابية الرؤية وفقدان البصر، يُسمى في الفارسية “المياه السوداء” .
ما هو العصب البصري؟
العصب البصري هو حزمة تتكون من آلاف الألياف العصبية، تقع في مؤخرة الشبكية. وهو يربط الشبكية بالدماغ وينقل الإشارات البصرية إليه.
أعراض الزَّرَق
في المراحل المبكرة، لا تظهر أعراض واضحة باستثناء ضبابية طفيفة في الرؤية. أما في المراحل المتقدمة، فقد تشمل الأعراض:
- الصداع
- الدوخة
- الغثيان
- رؤية هالات ملونة حول الأضواء
- تشوّش مفاجئ في الرؤية


أسباب الزَّرَق (المياه السوداء)
يوجد داخل عين كل إنسان سائل صافٍ يرطب العين. يدور هذا السائل عبر أوعية في القرنية والقزحية. إذا ضاقت هذه الأوعية أو جفّت بسبب عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم، أو آثار الأدوية، أو نقص تدفق الدم إلى أعصاب العين، يتراكم الضغط داخل العين. وإذا تُرك دون علاج، يتدهور البصر تدريجيًّا وقد يفقد تمامًا في الحالات الشديدة.
عوامل خطر الإصابة بالزَّرَق
بحسب أحدث الأبحاث، يُعد الزَّرَق (المياه السوداء) ثاني سبب رئيسي للعمى عالميًّا. العامل الأكثر خطورة هو التقدم في العمر، حيث ينتشر المرض بشدة بين من تجاوزوا 60 عامًا. ومن العوامل المهمة أيضًا: ارتفاع ضغط الدم والسكري، إذ يسببان انسداد شرايين القرنية والقزحية، مما يرفع خطر الإصابة.
بعض الأشخاص معرّضون وراثيًّا للمرض، وغالبًا ما تكون قرنياتهم رقيقة أو جافة. كما يؤثر العرق بشكل كبير على احتمالية الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم الآثار الجانبية للأدوية طويلة المدى في ظهور المرض.
تصنيف الزَّرَق
ينقسم الزَّرَق إلى الأنواع التالية:
الزَّرَق مفتوح الزاوية الأولي:
الأكثر شيوعًا، يتطور تدريجيًّا دون ألم أو أعراض مبكرة. يحدث بسبب ضعف تصريف سائل العين، مما يرفع الضغط ويضر العصب البصري.
الزَّرَق ضيق الزاوية:
تعوق القزحية تصريف السائل، مما يسبب ارتفاع الضغط. وينقسم إلى:
- النوع المزمن: يتطور ببطء، ويعالج بالسيطرة على الضغط أو الجراحة.
- النوع الحاد: طارئ خطير يظهر فجأةً بسبب انسداد الشبكة التربيقية بالقزحية، ويحتاج علاجًا فوريًّا لمنع العمى.
الزَّرَق الطبيعي الضغط:
يحدث تلف العصب البصري رغم ضغط العين الطبيعي، ويعالج كالنوع مفتوح الزاوية.
الزَّرَق الثانوي:
ينتج عن أمراض كالساد المتقدم (المياه البيضاء) أو إصابات العين، وله أنواع مثل الزَّرَق الصبغي. علاجه: أدوية، ليزر، أو جراحة.
الزَّرَق الخلقي:
عيب ولادي تُظهر العين حجمًا أكبر من الطبيعي، ويتطلب جراحة غالبًا.
كيف يُشخَّص الزَّرَق؟
يُشخّص طبيب العيون المرض عبر:
- قياس الزاوية بين القرنية والقزحية.
- فحص ضغط العين.
- اختبارات البصر وتقييم العصب البصري لتحديد شدة الضرر واختيار العلاج المناسب.
علاج الزَّرَق
الهدف هو خفض ضغط العين لحماية العصب البصري ومنع فقدان البصر. وفقًا لحالة المريض، قد يشمل العلاج:
الأدوية:
قطرات العين أو أقراص لخفض الضغط (العلاج الأولي للحالات المبكرة).

الليزر أو الجراحة:
تُستخدم إذا فشلت الأدوية، أو في الحالات المتقدمة، أو لعلاج الزَّرَق ضيق الزاوية. تزيل هذه الإجراءات الانسدادات وتستعيد تصريف السائل.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
- الأشخاص فوق 40 سنة.
- من لديهم تاريخ عائلي للمرض.
- (جدير بالذكر أن 1.5–2% من البشر مصابون بالزَّرَق، ونصفهم لا يعرفون ذلك).
بدون نظر