تشير أمراض العين، كما يوحي الاسم، إلى الحالات التي تؤثر على العين. تتنوع هذه الأمراض بشكل واسع، حيث يؤثر كل منها على أجزاء مختلفة من العين. تناقش هذه المقالة بعضًا من أبرز الحالات التي قد تصيب العين البشرية.
أنواع أمراض العين
تُعد العين واحدة من أكثر أعضاء الجسم حساسية وعُرضة للإصابات الخطيرة. لذلك، فإن فهم أمراض العين وأعراضها وعلاجاتها ضروري لتسريع عملية التعافي. تشمل بعض الحالات البارزة ما يلي:
الحول (Strabismus)
الحول هو حالة لا تتماشى فيها العينان بشكل صحيح. في الوضع الطبيعي، تعمل العضلات الست التي تتحكم في حركة العين معًا لتوجيه العينين في الاتجاه نفسه. لكن لدى المصابين بالحول، تفشل هذه العضلات في التنسيق، مما يؤدي إلى اختلال المحاذاة.
تُلاحظ هذه الحالة غالبًا في مرحلة الطفولة، لكنها قد تظهر أيضًا لدى البالغين. عادةً ما ينتج الحول عند البالغين عن السكتة الدماغية أو الصدمات الشديدة.
أخطاء الانكسار (Refractive Errors)
تشمل أخطاء الانكسار حالات مثل قصر النظر (عدم وضوح الرؤية عن بُعد)، وطول النظر (صعوبة رؤية الأشياء القريبة)، واللابؤرية (تشوش الرؤية على جميع المسافات)، وقصو البصر الشيخوخي (صعوبة التركيز على الأشياء القريبة مع التقدم في العمر، خاصة بين 40–50 عامًا). تُصحح هذه المشاكل عادةً بالنظارات أو العدسات اللاصقة، لكن قد تتطلب الجراحة في بعض الحالات.
الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)
الضمور البقعي المرتبط بالعمر هو اضطراب يصيب العين مع التقدم في السن، ويُتلف البقعة (الجزء الحساس للضوء في الشبكية المسؤول عن الرؤية المركزية الحادة اللازمة للقراءة أو القيادة). يُعد السبب الرئيسي للعمى عالميًا، وينقسم إلى نوعين: الجاف والرطب. قد لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن الرؤية تتدهور مع تقدم الحالة. يُعتبر هذا المرض السبب الرئيسي لضعف القراءة والرؤية القريبة الدائم لدى الأشخاص فوق 65 عامًا.
عمى الألوان (Color Vision Deficiency)
عمى الألوان، أو ضعف تمييز الألوان، هو عدم القدرة على التفرقة بين ألوان معينة. رغم شيوع مصطلح “عمى الألوان”، فإن الرؤية الأحادية (الرؤية بالأبيض والأسود فقط) نادرة. معظم الحالات تشمل صعوبة في تمييز درجات الأحمر والأخضر. غالبًا ما تكون الحالة وراثية وتصيب الرجال أكثر. قد تنتج أيضًا عن أمراض عينية أو أدوية معينة.
إعتام عدسة العين (الساد – Cataracts)
يحدث الساد عندما تُصبح عدسة العين غائمة، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية. تشمل عوامل الخطر التقدم في العمر، والأمراض المزمنة، والصدمات. لحسن الحظ، يمكن علاج الساد بعملية جراحية بسيطة.
جحوظ العينين (Exophthalmos)
جحوظ العينين (بروز العينين) قد يشير إلى عدوى أو اضطرابات في الغدة الدرقية أو مشاكل طبية أخرى. يُنصح بمراجعة طبيب عيون فورًا لتجنب المضاعفات. تشمل الأعراض الإحساس بوجود رمل في العين، وتورم الجفون، والاحمرار، والجفاف، أو زيادة الدموع. قد يشمل العلاج أدوية الغدة الدرقية، أو الدموع الاصطناعية، أو الكورتيكوستيرويدات، أو الأدوية المثبطة للمناعة، أو الجراحة.
انفصال الشبكية (Retinal Detachment)
انفصال الشبكية حالة طارئة تنفصل فيها الشبكية (طبقة رقيقة من الأنسجة في مؤخرة العين) عن الأوعية الدموية المغذية، مما يحرم الخلايا من الأكسجين. يزيد التأخر في العلاج من خطر فقدان البصر الدائم. تشمل العلامات التحذيرية ظهور “عوائم” مفاجئة، أو ومضات ضوئية، أو ضعف الرؤية.
ضعف البصر الشديد (Low Vision)
يشير ضعف البصر الشديد إلى فقدان البصر الذي لا يمكن تصحيحه بالنظارات أو الجراحة أو الأدوية. السبب الأكثر شيوعًا هو الضمور البقعي الذي يؤثر على الرؤية المركزية. تشمل الأسباب الأخرى الزرق، والساد، والسكري.
الزرق (Glaucoma)
الزرق، أحد الأسباب الرئيسية للعمى عالميًا، ينتج عن ارتفاع الضغط داخل العين مما يُتلف العصب البصري. غالبًا ما يتطور بصمت في المراحل المبكرة، ويؤدي إلى تضييق مجال الرؤية وفقدان البصر الدائم. يُعد التشخيص المبكر والمراقبة المنتظمة والعلاج (قطرات عينية، أدوية فموية، ليزر، أو جراحة) ضرورية. في الحالات المتقدمة، قد يتطلب الأمر استئصال العين وتركيب طرف العين الاصطناعية .
أمراض عينية أخرى
تشمل أمراض العين الأخرى القرنية المخروطية، وجفاف العين، والتهابات القرنية، وسرطان العين. يُنصح بمراجعة الطبيب فور ملاحظة أي أعراض تشير إلى مشكلة عينية. في الحالات الشديدة مثل السرطان، قد يُستأصل العين، ويُستخدم طرف صناعي لاستعادة المظهر الجمالي وتجنب المضاعفات.
يُعد التشخيص والعلاج المبكران عاملين أساسيين للحفاظ على البصر. الفحوصات الدورية للعين والتدخل السريع يقللان المخاطر ويحسنان النتائج لمعظم أمراض العين.
بدون نظر